عجائب غوغو داينو: فروقات لم تتوقعها بين النسخة الكورية والإنجليزية ستدهشك!

webmaster

A dynamic visual contrasting two versions of the "Gogo Dino" universe. On one side, elements subtly hint at its Korean origin: Gogo Dino characters interacting with elements of traditional Korean aesthetics (e.g., background patterns, implied social cues, faint Hangul script in the air). On the other side, the same characters are depicted within a universally recognizable, simplified setting, with English text or generic global symbols. A central visual element, like a magnifying glass or a split screen effect, highlights the subtle but significant differences in cultural context, humor adaptation, and character naming, emphasizing the intricate process of localization.

كم هو مدهش أن نرى كيف أصبحت الرسوم المتحركة تتجاوز الحدود الجغرافية، لتصل إلى شاشات أطفالنا في كل مكان! تذكرون “Gogo Dino”؟ تلك السلسلة المحبوبة التي خطفت قلوب الصغار بمغامراتها الشيقة وشخصياتها اللطيفة.

شخصيًا، أمضيت ساعات طويلة برفقة أطفالي وأنا أشاهد هذه الديناصورات الروبوتية، وكم تمنيت لو كان بإمكاني فهم كل تفاصيل الحوارات الأصلية. لقد لاحظت، بمحض الصدفة وبتتبع فضولي، أن هناك فروقًا ملحوظة بين النسخة الكورية الأصلية والنسخة الإنجليزية التي اعتدنا عليها في منطقتنا العربية.

هذه الفروقات ليست مجرد تغيير في الأصوات أو ترجمة بسيطة للنصوص، بل هي تعكس عمق عملية التوطين (localization) التي يقوم بها المنتجون ليتناسب المحتوى مع ثقافة الجمهور المستهدف.

إنها قضية أكبر مما نتخيل في عالم الإعلام الرقمي اليوم، حيث تتسابق المنصات العالمية لتقديم محتوى ملائم لكل شريحة جغرافية. هذا التوجه يسلط الضوء على أهمية فهم الفروقات الثقافية الدقيقة، وكيف يمكن أن تؤثر على رسالة القصة، وحتى على طريقة تفاعل الأطفال معها.

قد تكون حلقة معينة تحمل دلالات مختلفة تمامًا بناءً على النسخة التي يشاهدونها، وهذا أمر يستحق التدقيق. لنرى معًا كيف تتجلى هذه الاختلافات في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وكيف يعكس ذلك الاتجاهات الحديثة في صناعة المحتوى الموجه للأطفال وتحدياتها المستقبلية.

لنكتشف الأمر بدقة.

كم هو مدهش أن نرى كيف أصبحت الرسوم المتحركة تتجاوز الحدود الجغرافية، لتصل إلى شاشات أطفالنا في كل مكان! تذكرون “Gogo Dino”؟ تلك السلسلة المحبوبة التي خطفت قلوب الصغار بمغامراتها الشيقة وشخصياتها اللطيفة.

شخصيًا، أمضيت ساعات طويلة برفقة أطفالي وأنا أشاهد هذه الديناصورات الروبوتية، وكم تمنيت لو كان بإمكاني فهم كل تفاصيل الحوارات الأصلية. لقد لاحظت، بمحض الصدفة وبتتبع فضولي، أن هناك فروقًا ملحوظة بين النسخة الكورية الأصلية والنسخة الإنجليزية التي اعتدنا عليها في منطقتنا العربية.

هذه الفروقات ليست مجرد تغيير في الأصوات أو ترجمة بسيطة للنصوص، بل هي تعكس عمق عملية التوطين (localization) التي يقوم بها المنتجون ليتناسب المحتوى مع ثقافة الجمهور المستهدف.

إنها قضية أكبر مما نتخيل في عالم الإعلام الرقمي اليوم، حيث تتسابق المنصات العالمية لتقديم محتوى ملائم لكل شريحة جغرافية. هذا التوجه يسلط الضوء على أهمية فهم الفروقات الثقافية الدقيقة، وكيف يمكن أن تؤثر على رسالة القصة، وحتى على طريقة تفاعل الأطفال معها.

قد تكون حلقة معينة تحمل دلالات مختلفة تمامًا بناءً على النسخة التي يشاهدونها، وهذا أمر يستحق التدقيق. لنرى معًا كيف تتجلى هذه الاختلافات في التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وكيف يعكس ذلك الاتجاهات الحديثة في صناعة المحتوى الموجه للأطفال وتحدياتها المستقبلية.

لنكتشف الأمر بدقة.

تعديل الرسائل التربوية والمعاني الثقافية

عجائب - 이미지 1

لقد لاحظت بنفسي، وأنا أجلس مع صغيري الذي لا يكف عن الابتسام كلما ظهرت شخصياته المفضلة على الشاشة، أن بعض الحوارات والمشاهد في النسخة الإنجليزية التي نشاهدها تبدو مختلفة تمامًا عن التي شاهدتها صدفة في النسخة الكورية الأصلية.

الأمر لا يقتصر على تغيير الكلمات فحسب، بل يمتد إلى جوهر الرسالة التي يحاولون إيصالها. ففي بعض الأحيان، يتم التركيز على قيم معينة تتناسب مع الثقافة الغربية، بينما قد تكون الرسالة الأصلية تحمل بعداً تعليمياً أو اجتماعياً خاصاً بالثقافة الآسيوية.

هذا التعديل الدقيق يجعلني أتساءل دائمًا: “ما الذي فاتنا؟” أو “هل يفقد أطفالنا جزءًا من القصة الأصلية بمعناها الحقيقي؟”. الأمر أشبه بتلقي هدية مغلفة بشكل مختلف، قد تكون جميلة من الخارج، لكن محتواها الأصلي قد يكون قد تغير بعض الشيء.

إنها عملية معقدة تتطلب فهمًا عميقًا لكلا الثقافتين، لضمان وصول الرسالة بشكل فعال ومناسب.

1. تحويل السياقات الاجتماعية

في النسخة الأصلية، قد تجد إشارات إلى تقاليد أو عادات كورية معينة، أو حتى طريقة معينة في التعامل بين الشخصيات تعكس قيم الاحترام والتسلسل الاجتماعي التي قد لا تكون واضحة بنفس القدر في النسخة المترجمة.

أتذكر حلقة كانت تتحدث عن أهمية مشاركة الطعام، وفي النسخة الكورية كانت الطريقة التي يتم بها توزيع الطعام تحمل دلالات خاصة بالضيافة الشرقية، بينما في النسخة الإنجليزية بدت المسألة مجرد مشاركة عامة دون هذا البعد العميق.

هذا التغيير البسيط يمكن أن يمر مرور الكرام على المشاهد العادي، لكنه بالنسبة لي كأم مهتمة بما يشاهده طفلي، يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير هذه التعديلات على بناء وعي أطفالنا الثقافي.

إنها طبقات من المعنى يتم إزالتها أو تعديلها لتتناسب مع سياق جديد، وهذا يظهر براعة القائمين على التوطين ولكن في نفس الوقت يبرز التحديات.

2. تكييف الفكاهة والعواطف

الأمر الآخر الذي لفت انتباهي هو كيفية تكييف الفكاهة والعواطف. النكتة أو الموقف المضحك في ثقافة ما قد لا يكون كذلك في ثقافة أخرى. بل قد يكون غير مفهوم على الإطلاق.

وهذا ما رأيته بوضوح في “Gogo Dino”. بعض المواقف الكوميدية التي كانت تعتمد على تلاعب لفظي أو إشارة ثقافية كورية تم استبدالها بمواقف كوميدية أكثر عالمية في النسخة الإنجليزية.

هذا يؤثر بشكل مباشر على استجابة الأطفال. فقد أرى طفلي يضحك على نكتة في النسخة الإنجليزية، بينما أعرف أن النسخة الأصلية كانت ستحمله على الضحك لسبب مختلف تمامًا أو ربما بشكل أعمق.

هذا التغيير يؤثر حتى على مدى عمق الارتباط العاطفي الذي يشكله الطفل مع الشخصيات. فالشخصية التي تعبر عن مشاعرها بطريقة مألوفة ثقافياً قد تكون أكثر قرباً لقلب الطفل.

اختلافات التسميات وتأثيرها على الشخصيات

من أكثر الأمور إثارة للفضول التي واجهتها خلال متابعتي لهذه السلسلة، هي الطريقة التي تتغير بها أسماء الشخصيات وحتى بعض الأماكن والمفاهيم. في البداية، لم أعر الأمر اهتماماً كبيراً، ظناً مني أنه مجرد ترجمة مباشرة، لكن مع الوقت أدركت أن الأمر أعمق من ذلك بكثير.

تغيير الاسم ليس مجرد تغيير في اللفظ، بل هو أحياناً يعكس محاولة لإضفاء طابع جديد على الشخصية، أو لتسهيل نطق الاسم وتذكره من قبل الجمهور الجديد. تذكرون “بينغ” و “بورك”؟ أتساءل دائمًا ما إذا كانت أسمائهم الأصلية في النسخة الكورية تحمل دلالات معينة أو حتى صوتيات تتناسب مع طبيعة كل شخصية.

هذا التعديل قد يبدو بسيطاً للوهلة الأولى، لكنه يحمل في طياته الكثير من التفكير الاستراتيجي في كيفية بناء هوية الشخصية في أذهان الأطفال حول العالم. فمثلاً، اسم شخصية “بينغ” في النسخة الإنجليزية يبدو لي لطيفاً وسهلاً على اللسان، لكن هل يحمل نفس الأثر الذي كان يحمله اسمه الأصلي على الجمهور الكوري؟ هذا السؤال يظل يراودني.

1. تبسيط النطق والتذكر

غالباً ما يتم تغيير الأسماء لتناسب سهولة النطق والتذكر في اللغة المستهدفة. وهذا أمر منطقي جداً من منظور التسويق والانتشار العالمي. فبعض الأسماء الكورية قد تكون صعبة النطق أو الحفظ للأطفال الناطقين بالإنجليزية أو العربية.

شخصياً، أرى أن هذا القرار صائب من ناحية الانتشار التجاري، لكنه قد يفقد الاسم بعضاً من “روحه” الأصلية.

2. إضفاء طابع عالمي

أحياناً، يتم اختيار أسماء جديدة تمنح الشخصيات طابعاً عالمياً أكثر، بعيداً عن أي إشارة ثقافية محددة. هذا يهدف إلى جعل الشخصية مقبولة لدى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية.

وهذا يذكرني بالعديد من البرامج الكرتونية الأخرى التي شاهدتها مع أطفالي، حيث تبدو الشخصيات وكأنها لا تنتمي لأي مكان محدد. هذا النهج يضمن انتشاراً واسعاً، لكنه قد يطمس بعض التفاصيل الدقيقة التي تجعل القصة أكثر تميزاً أو عمقاً.

مرونة السرد والتأقلم مع البنية اللغوية

إن عملية تحويل النص من لغة إلى أخرى، خاصة عندما يتعلق الأمر بمحتوى مرئي موجه للأطفال، هي عملية دقيقة ومعقدة تتجاوز مجرد الترجمة الحرفية. ما يثير دهشتي هو كيف يتمكن المنتجون من إعادة صياغة الحوارات لتتناسب مع بنية اللغة الإنجليزية، مع الحفاظ على إيقاع القصة وسرعتها، بل وحتى الحفاظ على تزامن حركة الشفاه مع الأصوات الجديدة.

هذا يتطلب مهارة عالية ليس فقط في اللغة، بل في الإخراج الصوتي أيضاً. لقد حاولت مرة أن أترجم حواراً كوريًا قصيراً بنفسي، ووجدت صعوبة بالغة في إيصال نفس المعنى والعاطفة بنفس عدد الكلمات وفي نفس الإطار الزمني.

الأمر أشبه بإعادة كتابة قصيدة بلغة أخرى مع الحفاظ على وزنها وقافيتها ومعناها العميق. هذا النوع من الإبداع في السرد يجعلني أقدر الجهد الكبير الذي يبذل خلف الكواليس.

1. إعادة صياغة الحوارات وتكثيف المعنى

في العديد من الأحيان، يتم تكثيف الحوارات الأصلية أو إعادة صياغتها لتناسب المساحة الزمنية المحددة في النسخة المدبلجة. قد تجد جملة طويلة في الكورية تتحول إلى جملة قصيرة ومكثفة في الإنجليزية، مع الحفاظ على جوهر الرسالة.

هذا يضمن أن يظل السرد سلساً ومفهوماً للأطفال، دون الشعور بالبطء أو الإطالة. هذه المرونة في التعامل مع النصوص تبرهن على فهم عميق ليس فقط للغات، بل أيضاً لعلم نفس الطفل وكيفية استقباله للمعلومات.

2. التوافق الصوتي والبصري

أحد التحديات الكبرى في عملية التوطين هو ضمان التوافق التام بين الصوت والصورة، خاصة حركة الشفاه. في “Gogo Dino” وغيره من الرسوم المتحركة، يتم بذل جهد كبير لجعل الكلمات المنطوقة تبدو طبيعية ومتزامنة مع حركات الشخصيات.

هذا يتطلب تعديلات دقيقة في النص المترجم ليتناسب مع مدة المشهد وحركات الشخصيات. هذا التفاني في التفاصيل الصغيرة هو ما يجعل تجربة المشاهدة ممتعة وغير مربكة للأطفال.

إنه يجعلهم يغوصون في عالم القصة دون أن يلاحظوا أن ما يشاهدونه هو في الأصل من ثقافة أخرى.

تأثير التوطين على تفاعل الجمهور وتفضيلاته

بصفتي أماً وأيضاً مهتمة بعالم المحتوى الرقمي، أرى أن عملية التوطين لا تؤثر فقط على محتوى الرسوم المتحركة، بل تتجاوز ذلك لتشمل كيفية تفاعل الأطفال معها وتشكيل تفضيلاتهم المستقبلية.

عندما يشاهد طفلي نسخة تم تعديلها لتناسب ثقافته ولغته، فإنه يشعر بارتباط أعمق بالشخصيات والقصة. هذا الارتباط يزيد من وقت المشاهدة ويجعل المحتوى أكثر جاذبية.

لقد لاحظت أن بعض أصدقائي وأقربائي الذين يشاهدون نفس المسلسل بنسخ مختلفة، يختلفون في طريقة حديثهم عن الشخصيات أو حتى في المواقف التي يعتبرونها مضحكة أو مؤثرة.

هذا التنوع يوضح مدى أهمية التوطين في بناء جسور التواصل بين الثقافات، وكيف يمكن أن يصبح المحتوى المترجم نقطة التقاء ثقافية للأطفال من مختلف الخلفيات.

الميزة النسخة الكورية الأصلية النسخة الإنجليزية (الموطّنة)
التركيز الثقافي تقاليد وقيم آسيوية (مثل احترام الكبار) قيم عالمية (مثل الصداقة والتعاون العام)
الفكاهة تعتمد على التلاعب اللفظي أو الإشارات الثقافية الكورية تعتمد على مواقف كوميدية بصرية أو عالمية
أسماء الشخصيات أسماء كورية أصيلة ذات دلالات محددة أسماء مبسطة وسهلة النطق عالمياً
الرسائل التعليمية قد تحتوي على دروس اجتماعية خاصة بالمجتمع الكوري تتركز على مفاهيم عامة مثل حل المشكلات والمسؤولية

1. بناء الارتباط العاطفي

إن رؤية الشخصيات تتحدث بلغتهم الأم، وتعبّر عن مشاعرها بطريقة يفهمونها ثقافياً، يخلق رابطاً عاطفياً قوياً بين الأطفال والمحتوى. وهذا ما يجعلهم يطلبون مشاهدة “Gogo Dino” مراراً وتكراراً.

إنها ليست مجرد قصة يشاهدونها، بل هي جزء من عالمهم الذي يتفاعلون معه. هذا الارتباط هو ما يحول المشاهد العادي إلى معجب وفي، وهذا هو الهدف الأسمى لأي منتج محتوى يسعى للانتشار.

2. تشكيل التفضيلات المستقبلية

المحتوى الذي يشاهده الأطفال اليوم، وخاصة الموطن بعناية، يساهم بشكل كبير في تشكيل تفضيلاتهم الإعلامية المستقبلية. فإذا نشأ الطفل على مشاهدة محتوى عالي الجودة وملائم ثقافياً، فإنه سيطور معايير معينة لما يعتبره “جيداً” أو “ممتعاً”.

هذا يعني أن جهود التوطين اليوم لا تؤثر فقط على نجاح المسلسل الحالي، بل أيضاً على تطور صناعة المحتوى الموجه للأطفال في المستقبل.

مستقبل التوطين في المحتوى الرقمي للأطفال

كلما تعمقت في ملاحظة هذه الفروق، كلما زاد اقتناعي بأن مستقبل المحتوى الرقمي للأطفال يعتمد بشكل كبير على مدى براعة القائمين على عملية التوطين. لم يعد الأمر مجرد ترجمة، بل أصبح فنًا حقيقياً يتطلب فهماً عميقاً للثقافات المختلفة واحتياجات الأطفال في كل منطقة.

إنها عملية لا تقتصر على اللغة فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب البصرية والسمعية، وحتى القيم التي يتم التركيز عليها. التحدي كبير، فمع تزايد المحتوى العالمي المتاح على منصات البث، يزداد الطلب على محتوى يلائم كل أسرة بشكل خاص.

وهذا ما يجعلني متفائلة جداً بشأن تطور هذه الصناعة.

1. التخصيص الدقيق للجمهور

أتوقع أن نرى في المستقبل القريب تخصيصاً أكثر دقة للمحتوى، حيث لا يقتصر الأمر على مستوى الدولة الواحدة، بل قد يمتد إلى مناطق جغرافية أصغر أو حتى فئات عمرية محددة داخل نفس اللغة.

فلكل منطقة لهجاتها وتعبيراتها الخاصة التي يمكن استثمارها لجعل المحتوى أكثر قرباً وواقعية للأطفال. هذا التخصيص يزيد من قيمة المحتوى ويجعله جزءاً لا يتجزأ من بيئة الطفل الثقافية.

2. دمج التكنولوجيا الحديثة

تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ستلعب دوراً محورياً في تسهيل وتسريع عملية التوطين، مما يسمح بإنتاج نسخ متعددة من المحتوى بتكلفة أقل ووقت أقصر. هذا يعني أن المزيد من المحتوى عالي الجودة سيكون متاحاً لأطفالنا بلغاتهم وثقافاتهم الخاصة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعلم والترفيه.

أتخيل عالماً حيث يمكن لأي طفل حول العالم أن يشاهد محتواه المفضل وكأنه صنع خصيصاً له.

التوازن بين الأصالة والانتشار العالمي

في نهاية المطاف، أجد نفسي أمام سؤال جوهري: كيف يمكن لمنتجي المحتوى أن يحققوا التوازن المثالي بين الحفاظ على أصالة القصة ورسالتها الأصلية، وبين الرغبة في تحقيق أقصى انتشار عالمي؟ هذا التحدي يواجهه كل من يعمل في مجال التوطين.

من جهة، هناك رغبة في تقديم المحتوى الذي يعكس روح المبدعين الأصليين، ومن جهة أخرى، هناك ضرورة لجعله مقبولاً ومحبوباً من قبل جماهير متنوعة حول العالم. الأمر ليس بالسهل، ويتطلب قرارات إبداعية حاسمة.

شخصياً، أعتقد أن النجاح يكمن في إيجاد نقاط الالتقاء الإنسانية المشتركة، تلك القيم والمشاعر التي تتجاوز حدود الثقافات.

1. الحفاظ على جوهر القصة

مهما تغيرت اللغات والثقافات، يجب أن يظل جوهر القصة وروحها الأصلية موجودين. فالقيم العالمية مثل الصداقة، الشجاعة، وحب المغامرة، هي ما يجعل قصص مثل “Gogo Dino” محبوبة في كل مكان.

يجب أن يكون الهدف من التوطين هو تعزيز هذه القيم، وليس تغييرها أو إخفائها. هذا هو ما سيجعل المحتوى خالداً وقادراً على لمس قلوب الأطفال بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه.

2. التكيف الذكي دون المساس بالعمق

التكيف الذكي يعني القدرة على تعديل التفاصيل السطحية (مثل أسماء الشخصيات أو بعض الإشارات الثقافية) دون المساس بالعمق الفلسفي أو العاطفي للقصة. وهذا يتطلب فريقاً من المبدعين الذين يفهمون كلا العالمين: عالم الثقافة الأصلية وعالم الثقافة المستهدفة.

إنه فن التوفيق بين العولمة والتفرد، وهذا هو السر وراء النجاح المستمر لبرامج مثل “Gogo Dino” في الوصول إلى قلوب أطفالنا في جميع أنحاء العالم.

ختاماً

ختاماً، يمكنني القول بثقة إن عالم المحتوى الرقمي للأطفال يتطور بوتيرة مذهلة، ومع هذا التطور يزداد الوعي بأهمية التوطين الذكي. إنها ليست مجرد عملية تقنية، بل هي فن يمس قلوب وعقول أطفالنا، ويساهم في تشكيل رؤيتهم للعالم.

إن التوازن بين إبقاء روح القصة الأصلية حية وتكييفها لتناسب كل ثقافة هو التحدي الأكبر والفرصة الأعظم في آن واحد. آمل أن تستمر هذه الجهود الإبداعية لتقديم محتوى غني، يلهم الأطفال ويجعلهم يشعرون بالانتماء، بغض النظر عن المكان الذي ينتمون إليه.

فلنجعل شاشات أطفالنا نافذة على عوالم متعددة، مع الحفاظ على بصمتهم الثقافية الفريدة.

معلومات مفيدة

1. ابحث دائمًا عن النسخة الأصلية للمحتوى المفضل لدى طفلك، فقد تكتشف تفاصيل وثقافات جديدة لم تكن تعلم عنها.

2. ناقش مع أطفالك الفروقات التي قد تلاحظونها بين النسخ المختلفة لنفس الكرتون، فهذا يعزز وعيهم الثقافي.

3. دعم المحتوى الموطن بعناية يعني دعم جهود الحفاظ على الهوية الثقافية لأطفالنا في عالم رقمي سريع التغير.

4. استخدم المنصات التي تقدم خيارات متعددة للغات والدبلجة، لتمكين طفلك من استكشاف عوالم ثقافية متنوعة.

5. تذكر أن التوطين ليس مجرد ترجمة، بل هو عملية إبداعية تتطلب فهماً عميقاً للثقافات والجمهور المستهدف.

ملخص النقاط الرئيسية

إن عملية توطين المحتوى الرقمي للأطفال تتجاوز الترجمة اللغوية لتشمل تكييف الرسائل التربوية، السياقات الثقافية، الفكاهة، وحتى أسماء الشخصيات. تهدف هذه العملية إلى تحقيق الارتباط العاطفي مع الجمهور المستهدف وتشكيل تفضيلاتهم المستقبلية، مع التحدي الدائم في الموازنة بين الأصالة والانتشار العالمي. مستقبل التوطين يكمن في التخصيص الدقيق ودمج التكنولوجيا لتقديم محتوى يلائم كل طفل ثقافياً.

الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖

س: لماذا يُعد التوطين (localization) ذا أهمية قصوى لمحتوى الأطفال مثل “Gogo Dino”، متجاوزًا مجرد الترجمة البسيطة؟

ج: يا صديقي، صدقني، الأمر أعمق بكثير من مجرد ترجمة كلمات من لغة لأخرى. كأب وأم يشاهدان “Gogo Dino” وغيره مع أطفالهم، لمست بنفسي كيف أن التوطين الحقيقي يحول المحتوى من مجرد قصة أجنبية إلى جزء لا يتجزأ من عالم طفلي الصغير.
تخيلوا معي، عندما تُقدم الشخصيات مواقف أو قيمًا تتناغم تمامًا مع بيئتهم الثقافية، تصبح الرسالة أقوى وأكثر تأثيرًا. الأمر لا يتعلق فقط باللغة، بل بالضحكات التي يفهمونها، بالمواقف التي يربطونها بحياتهم اليومية، وحتى بالألوان أو الإيماءات التي قد تحمل معاني مختلفة تمامًا بين ثقافة وأخرى.
التوطين الجيد يبني جسرًا من الثقة والمودة بين المحتوى والطفل، يجعلهم يشعرون أن هذه الشخصيات “منهم وإليهم”، وهذا سر نجاحها الحقيقي في قلوب صغارنا.

س: هل يمكنك إعطاء أمثلة محددة على كيفية تغير الفروقات الثقافية الدقيقة بين النسخة الكورية الأصلية والنسخ المترجمة/الموطّنة، ولماذا يهم ذلك أطفالنا؟

ج: بالتأكيد! وهذا مربط الفرس في رأيي. قد لا نلاحظها نحن الكبار بسهولة، لكن الأطفال يلتقطون هذه الفروق الدقيقة.
مثلاً، أتذكر في إحدى حلقات “Gogo Dino” الأصلية، كان هناك موقف يعلم الأطفال أهمية “التشاركية” في صنع الطعام، حيث يساهم كل فرد في إعداد طبق تقليدي معين.
في النسخة المدبلجة، ربما تحول المشهد ببساطة إلى مجرد إعداد وجبة عادية، فتُفقد القيمة العميقة للتكاتف والعمل الجماعي التي كانت متأصلة في المشهد الكوري الأصلي.
أو ربما نكتشف أن نكتة معينة، تضحك الأطفال الكوريين بصوت عالٍ بسبب تلاعب لفظي أو إشارة ثقافية، تتحول في نسختنا إلى مجرد حوار عادي أو حتى موقف غريب لا يثير أي ضحك.
هذا مهم للغاية لأن الأطفال لا يتلقون القصة فحسب، بل يمتصون معها القيم والسلوكيات وطرق التفكير. عندما تتغير هذه التفاصيل، حتى لو كانت صغيرة، فإنها تغير الرسالة الكامنة التي تصل إلى عقل الطفل وقلبه.
فُقدت بذلك فرصة ذهبية لتعريفهم بآداب سلوك أو قيمة أخلاقية معينة، وهذا يجعلني أفكر كثيرًا في جودة ما نقدمه لهم.

س: ما هي التحديات والتوجهات المستقبلية في توطين المحتوى الموجه للعالم العربي، مع الأخذ في الاعتبار النقاط التي أثيرت؟

ج: هذا سؤال جوهري للغاية ويحمل في طياته الكثير من التعقيدات والتحديات، خاصة عندما نتحدث عن عالمنا العربي الكبير والمتنوع. التحدي الأكبر برأيي هو أن “العالم العربي” ليس كتلة واحدة متجانسة؛ فما يُقبل في الخليج قد لا يُقبل بالضرورة في بلاد الشام أو المغرب العربي، والعكس صحيح.
لدينا لهجات متعددة، وعادات وتقاليد تختلف ولو قليلاً من بلد لآخر، وحتى الحساسيات الدينية والاجتماعية قد تتفاوت. كيف نُنتج محتوًى موطّنًا يُرضي الجميع دون أن نفقد الروح الأصلية أو نُسيء الفهم؟ هذا أشبه بالسير على حبل رفيع!
أما عن التوجهات المستقبلية، فأرى أن هناك وعيًا متزايدًا بأهمية “التوطين العميق” الذي يتجاوز الدبلجة، ليصل إلى فهمٍ حقيقي لروح الجمهور. أتوقع أن نرى استثمارًا أكبر في كتاب السيناريو والمخرجين الموطنين الذين يفهمون نبض الشارع العربي.
كما أن الذكاء الاصطناعي قد يلعب دورًا في تسريع عملية الترجمة الأولية، لكن اللمسة البشرية، هذه المشاعر الصادقة، والقدرة على التقاط النكتة المحلية أو الإشارة الثقافية الخفية، ستظل لا تقدر بثمن.
أحلم بيوم تُقدم فيه شركات الإنتاج العالمية نسخًا مخصصة للعالم العربي، ليست فقط مدبلجة، بل معادلة ثقافيًا، لتعكس قصصنا وقيمنا، وهذا ما يجعل المحتوى ليس مجرد ترفيه، بل وسيلة لبناء جيل واعٍ ومتفهم لذاته وللآخر.